أفضل القلوب

1. القلب المطمئن : في قوله تعالى : "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد : 28] " . هو الاستقرار والثبات ، والطمأنينة بالله ، المؤمن بأقدار الله ، راضياً بالله ، راضياً عن الله ، هو القلب الذي يعمل بما جاء في سورة الأنعام في الآيات التالية : قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ [الأنعام : 14] . والآية (أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ [الأنعام : 114] ) ، والآية (قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الأنعام : 164] ) .
علاماته : راضياً بالقضاء والقدر ، كثير الذكر لله ، حافظ ليمينه .
2. القلب السليم : كقوله تعالى : (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء : 89] ) . القلب الخالي من الشرك الأصغر والأكبر . والشرك الأصغر هو الريا .
علاماته : أ) كثير الذكر لله ، لا يبيت وفي قلبه غلاً لأحد .جاء رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يارسول الله : ( كم أعفو عن الخادم . فسكت صلى الله عليه وسلم . فسئله الرجل مرة أخرى : كم أعفو عن الخادم يارسول الله . فسكت صلى الله عليه وسلم . فسئله الرجل مرة ثالثة : فقال له صلى الله عليه وسلم أعفو عنه في اليوم سبعين مرة ) فما بالك بالمقربين.
ب) أنه قلب لا يحمل غشاً لأحد ، أو لا يبيت وفي قلبه غشاً لأحد . لا يسيء الظن بالناس .
ج) لا يحسد أحد على خير أعطاه الله له .
3. القلب الوجل : كقوله تعال : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال : 2]) . إذا ذُكر تذكر . إذا أراد أن يظلم وقيل له أتق الله تذكر رجع إلى الله . يحب مجالس الوعظ والتذكير ويعمل بمقتضاها .


4. القلب المنيب : كقوله تعالىمَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ [قـ: 33]) وهو القلب الراجع إلى الله .
علاماته : أ) أواب تائب إلى الله الدوام على الطاعة ( صيام ، التصدق ، القيام ، سباق للخيرات).
ب) لا يتبع الهوى كقوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى [النازعات : 40] )
5. القلب المخبت : كقوله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الحج : 54] ). لا يتكبر بالعلم . متواضع في كل شيء ، لا يرى لنفسه فضلاً على أحد . ويرى أن الكبير أفضل منه لأنه سبقه بالإيمان والصغير أفضل منه لأنه هو سبقه بالآثام .
6. القلب المربوط: كقوله تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ [الأنفال : 11] ) .هو الصابر عند شدة المحن والبلايا .
7. القلب الخاشع : كقوله تعالى: ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد : 16]) . هو الخاشع في صلاته . استقراءه بالإيمان .
علاماته: حبه للصلاة وقرة عينه . البكاء خاصة في الصلاة .
8. القلب اللين : كقوله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر : 23] ) القلب الرحوم. أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. حب النفع للناس.
9. القلب المخموم : خير الناس صاحب اللسان الصدوق والقلب المخموم هو القلب النقي التقي الذي لا أثم فيه ولا حسد . الذي يشنأ الدنيا ويريد الآخرة . القلب الزاهد للدنيا وباغضاً لها .
دعونا نجاهد لتكون قلوبنا من هذه القلوب